lundi 27 janvier 2025

تجارب صعبة وشاقة من مسيرة الباحث كمال محمد

 واقعة حدث لي مرتين في 10 سنوات.
الأولى وقعت يومه الجمعة 22 يونيو 2014م، عندما تعرضنا لسرقة ونحن نؤدي صلاة الجمعة بحي السلام أگادير، وذلك في آخر السنة وكنت في متم انهاء بحث الماستر تحت إشراف استاذي الكريم مبارك لمين.
قبل سرد القصة، كنت قد نبهت أصدقائي الأعزاء كل من مصطفى وعمر، وعمر الثاني، أننا في أواخر السنة يجب على أحد منا أن يظل في المنزل، لأنه في كل أواخر السنة تقع سرقات في هذا المكان، مع العلم انني لم اصلي جمعتين سابقتين في المسجد، وجاءت الثلاثة وقلت لهم لابد أن اصلي هذه في المسجد، ولقد كنت ملحا على عمر أو مصطفى أن يبقى أحدهم حتى بعد أن بلغت المسجد قبل التدخل، قالت لهم سأعود أننا سنعرض للسرقة وقالوا لي إنها واساوس الشيطان تدور في مخيلتك يا أرحال، قلت لهم أنني اعرف ما يقع هناك، لكن لم اعاندهم كثيرا، فأدينا الصلاة، وبعد انهاء هممت مسرعا للعودة، لأن داخلي غير مرتاح، وأصدقائي شاهدون على ما أقول، هرولت إلى المنزل فوجدت الباب العمارك مفتوح وباب الشقة التي نكثريها مفتوح، وباب البيت مفتوح، قلت لي عمر أوشعو لقد تعرضنا للسرقة يا صديقي الم اخبركم بذلك، في بداية الأمر ظننت أنا أحد الأصدقاء يمزح فقط معنا، حيث لحظت أن حاسوبي اختفى من فوق الطاولة، وان بعض كتب عزيز مبعثرة، اسرعت إلى بيت الأصدقاء الأخرين فهي مفتوحة أيضا،تأكدت أن ما قلته قبل الذهاب للصلاة وقع بالضبط، حيث سرقت حاسوبي وهاتفي، و3 حواسب أخرى لأصدقائي في رمشة عين، بينما نجا الصديق مصطفى من ذلك الكارثة والحمد لله، ومن الصدف الجميلة كذلك ان عزيز اقداد، قد اخرج بحثه للاجازة وقدمه للأستاذ.
لقد انتش خبر السرقة في ذلك المنزل لكن لا أحد عرف ذلك المجرم الذي فعل بنا تلك المكيدة.
قمنا بالإجراءات القانونية لدى الشرطة بعد ابلاغهم، نعم جاؤوا إلى عين المكان اخدوا البصمات، همس لي أحدهم وقال لي، نحن الآن في ذروة مهرجان تميتار، صدقني أننا سنقوم بالواجب، وقال لي بالحرف لم يكن هناك خدش ولا كسر في الأقفال، إن السارق هو أحد بينكم أو من يعرفكم كثيرا، زرع شك في ما بيننا، وغادروا.
رزتهم مرات كثيرة، بشأن هل توصلوا إلى شيء في الأمر، لكن في كل مرة بالنفي، ساد توثر ونقاش حاد بين كل الأصدقاء الذين تشاركت معهم الحلوة والمرة.
جربنا بعض الوسائل الأخرى لمعرفة السارق، بعد الاتصال بفقيه يعرف في هذه الأمور وقد واعدته بدفع أكثر من 3000 درهم فقط لكي يخبرنا من فعل ذلك ههه، اتصل به في صبح يوم الأحد، صدمني عندنا أخبرني باسمي ومن أي منطقة انا، (قصة طويلة واحداث لا يمكن سردها هنا)، اتصلت به مرارا وتكرارا قال لي بدوره بالحرف إنا الذي سرقكم هو كان قريبا منكم. ههه، لكن لم يفصح عن اسمه خوفا من أن نرتكب جريمة ما...
ما فعله هذا الفقيه أن زاد الطين بلة كما يقال، أو كب البنزين على نار مشتعلة. 
بعد محاولات كثيرة لمعرفة من فعل بنا تلك المكيدة الشنعاء، لكن جل محاولتنا جاءت بالفشل الدريع. 
نعم كانت لحظات صعبة ومرة وشاقة في مساري الدراسي كانت ستعصف بي الى ما لا يحمد عقباه، مرت علي 4 أشهر  من العذاب والآلام فقط لأنني فقدت بحثي ووثائق وصور وتسجيلات حصلت عليها بصعوبة. 
مررت بظروف لا يعلم مرارتها إلا من مر بهذا المسار،كنت ذاة يوم اتصل بي الأستاذ الدكتور المحترم سي محماد لطيف لكي يطمئن ويسأل عن أحوال واين وصلت في البحث اجبته انني لم اكتب بعد ولو سطرا واحدا لهول الصدمة، وذلك في شهر شتنبر ونحن في
بداية الموسم الفلاحي اذ اتصلي به وانا اسقي أشجار الزيتون ليلا، اعطني استاذي الكريم جرعة من المقاومة للخروج من هذه الداومة، حاولت لكن بدون نتيجة، وفي ٢١ أكتوبر كنت اسقي مرة أخرى رهن هاتفي في حدود الساعة التاسعة ليلا، وذا بصديقي العزيز سي عبد الرحيم بن الطالب اتصل به لكي يعرف احوالي، قلت له انني غارق في قمة الفشل وانا مساري ربما قد انتهى حاول تشجيعي بما اتي من قوة، وقذ قال لي بالحرف لقد أنهيت بحثي وسأتوجه لأگادير، لكي اقدم للأستاذ تم اناقش. بعد أن قال لي هذه الجملة تحرك شيء في داخل كأنها طاقة إيجابية حرقت كل الجوانب السلبية. 
حيث بعد إتمام عملية السقي مع العاشرة ليلا. 
لم انم حتى قمت بنقل جل خزانتي المتواضعة إلى المكان الذي سأعتكفه به، في الصباح اليوم الموالي أخبرت أسرتي ان هذا البيت محجوز ولا يحق لا أحد ان يدخل اليه إلا أنا، لأنني مقبل على إنجاز بحث الماستر.
كانت البداية صعبة جدا حيث بدأت عملية قراءة المصادر والمراجع وإعداد الجدادات، ورويدا رويدا، بدأت أحرر صفحة إلى 4 صفحات وكنت اعمل في النهار واسهر احيانا إلى الصباح، مع فصل الخريف، لطالما استيقظت امي وهي. تريد اداء صلاة الصبح تجدني مازلت وراء حاسوبي، تقول لي ارحم نفسك ولو بساعتين من النوم لكن اظل صامداً حتى تشرق الشمس واحيانا تأتي بغطاء لكي اخطي به ركبتي، (الله اسمح. 
(لينا فحق الوالدين). 
استمريت في على نفس المنوال لمدة شهرين متتابعين، اذكر انني وضعت اللمسات الأخيرة لبحثي يوم 22جنبر 2013م وسافرت إلى أكادير يوم 5 يناير2014م، واتذكر أنني وضعت نسخة اولية للأستاذ الدكتور لمين مبارك، الدكتور عمي احدى يوم 7 يناير، َفي غضون شهر تقريبا حصلت على نسخة مصححة من طرف استاذي الدكتور احدى آمحمد. 
بعد قليلا إلى حادثة 20 دجنبر 2024م. ذات مساء عدت إلى المنزل متعبا بعد سفر طويل، دخلت المنزل، بعد ترتيب اغراضي، توجهت مباشر الي حاسوبي لكي اضف بعد المعلومات الجديدة التي حصلت عليها خلال سفري، اذ كنت أضع اللمسات الأخيرة لطبعة ثانية لكتابي دليل بيبليوگرافي حول جهة درا تافيلالت جرد وتصنيف الذي اخذ مني الشيء الكثير، من عمري وطاقتي..، اتفجأ بأن هناك عطل ما ولا يريد الاشتغال، جربت مرارا وتكرارا عدة طرق لكن بدون جدوى، استعنت بصديق لي يعرف في أمور الانفورماتيك كثيرا، ارسلت له صورة عن الرسالة التي اتلقها من حاسوبي المقاتل، قال لي بالحرف ان هناك عطل في disk dur،  عندما قال لي ذلك اصبت بصدمة قوية كأن أحدا ضربني بمطرقة فوق رأسي، للاننى أعرف أن كل ما كتبه لمدة 10 سنوات عقد من الزمن، داخل تلك العلبة الصغيرة، اصبت بقشعريرة لا يعرف مرارة إلا من ذاق الحنظل والدفلي، حاولت تهدئة نفسي، خلدت للنوم متمسكا بأمل انه مجرد عطل بسيط، حاولت النوم لكن طار النوم ولم يغمض لي جفن كما يقال، أشرقت شمس الصباح الموالي، اخذت حاسوبي إلى شخص يعمل ويشتغل في اصلاح الحواسيب، عمل على تفكيك الحاسوب واخراج تلك العلبة العجيبة، ادخلها في حاسوبه لكن لم يظهر له أي شيء، قام بذلك في حاسوب ثاني لكن بدون جدوى، قال لي بالحرف مشكلتك ليس لها حل هنا  عليك بمدينة الدار البيضاء درب غلف. 
هل تعرفون معنى مرارة أن تفقد ما كتبه، حوالي 5 كتب، 30 مقالا، و أطروحة ثانية، وما جمعته من كتب ومقالات pdf مفهرسة على حساب مناطق جهة درا تافيلالت، ضاعت مني خزانة إلكترونية غنية جمعتها طول مساري الدراسي، ضاعت الوثائق، والروايات الشفوية الفيديوهات، صور لمواقع أثرية وتراثية وغيرها.
نعم احتفطت بنسخ من الصورة والارشيف في disk dur externe طبعا، لكن جل الأعمال المنظمة والمحدثة بآخر التغيرات، توجد في الحاسوب الرئيسي. 
استسلمت للقدر وغادرت نحو درب غلف، بحث عن آمل للإصلاح تلك العلبة السوداء، التي تخترن كنزا علميا ومعرفيا، وكل ما أملكه، وماتزال عملية الإصلاح مستمرة إلى حدود الساعة. ونتمنى أن نسمع خبرا يفرح قلبنا ويذهب عنا الحزن الداخلي الذي زعزع داخلي، لكن لم ولن نستسلم أبدا، فالحياة تستمر، رغم كل التعثرات والعراقيل. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire